بسم الله الرحمن الرحيم أخي العزيز، أود أن ألفت انتباهك إلى الآية الكريمة التي تتحدث عن النفاق والخداع في سورة البقرة: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ" (البقرة: 204-206). تحذر هذه الآيات من النفاق والخداع والتلاعب بالناس واستغلالهم. فمن يتصف بهذه السمات ويتجه للفساد والتدمير يجب أن يتوقف عن ذلك ويتقي الله تعالى لأن عذابه سيكون جهنم. فيما يتعلق بتجارة المعرفة واستغلالها للمكاسب المادية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا" (صحيح مسلم). يجب على المرء أن يقدم المعرفة والتعليم مجانًا ويشارك بها مع الآخرين بنية صادقة وإخلاص، ليحصل على الأجر العظيم من الله تعالى. تجارة المعرفة والعلم للمكاسب المادية دون مراعاة الناس وفريق العمل تعتبر سلوكًا غير أخلاقي. أذكرك بقول الله تعالى في سورة الحديد: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ" (الحديد: 29). يحذرنا هذا الآية من خطورة إخفاء العلم وتجارته للمكاسب المادية الدنيئة. يتعهد الله تعالى بأن الذين يتبعون هذا السلوك سيتلقون عقابًا شديدًا. أخي العزيز، أنصحك بأن تعاتب أخاك بلطف وحكمة وتذكره بتعاليم الإسلام